يصنع في تونس بداية فيفري المقبل : آلة لحقن التربة بالماء وتضاعف الانتاج

طريقة جديدة للاقتصاد في مياه الري و الاستغلال الأمثل للموارد المائية

توصل الأستاذ الشهباني لشهب المتخصص في الاستغلال الأمثل للموارد المائية والباحث بمعهد الأراضي القاحلة بمدنين إلى استنباط آلة تستعمل في الري وتساهم في المحافظة على الرطوبة التي تتطلبها النباتات والغراسات في الأرض.

الدكتور بالأشهب الشهبانى : الباحث بمعهد المناطق القاحلة بمدنين والحائز على جائزة رئيس الجمهورية للإبداع وعلى جائزة اليونسكو العالمية للمياه

ووصف الباحث هذا الاختراع الذي أطلق عليه اسم «الموزع المردوم» بأنه ابرز الحلول وأنجعها للمحافظة على حياة الأشجار والنباتات في ظل تراجع كميات الامطار.

وقال لشهب «إن هذا الاختراع اعتبره صناعيون من عدد من الدول الأوروبية والأمريكية ثورة في مجال الفلاحة» وأوضح أن الموزع المردوم «سيحول الصحاري القاحلة إلى واحات إذ انه يحافظ على الرطوبة في التربة لأكثر من أربعة سنوات في فترات الجفاف».

والموزع المردوم الذي تنطلق عملية تصنيعه بداية فيفري المقبل، هو عبارة عن صندوق صغير متكون من ثلاثة أجزاء مندمجة وهي الغلاف وموزع الماء وهو طبقة تمكن من تسرب الماء إلى التربة إضافة إلى آلة صغيرة تسمى ضابط الكمية ويتم من خلالها التحكم في كمية الماء التي تصل إلى التربة.

وعن طريقة العمل قال لشهب «يوضع الموزع المردوم في حفرة بالقرب من النبات أو الشجرة في عمق لا يقل عن 70 صم تحت سطح الأرض ويوصل بأنبوب لنقل الماء يربط بحاوية الماء (على غرار البرميل ) أو بشبكة الري، وانطلاقا من آلة التحكم يتم التحكم في كمية الماء لري الغراسات، لكن وجب التوضيح هنا أن الموزع المردوم وآلة التحكم صمما بتقنية لا تسمح بتسريب أكثر من لتر واحد من الماء على أقصى تقدير خلال 24 ساعة كاملة».

وباعتبار أن هذا الاختراع صمم من اجل التحكم في مياه الري وتوسيع المساحات الزراعية «عملنا على جعله يحقن المياه في أعماق التربة بكمية لا تتجاوز نصف اللتر في 24 ساعة... ويمكن استعماله على حد السواء في الري العادي للنباتات والأشجار أو لحقن الماء في التربة».

وبين المتحدث أن الاختراع بعد تصنيعه بداية فيفري المقبل من طرف شركة صناعية تونسية اقتنت حقوق الاحتكار سيدفع في اتجاه توسيع المساحات الزراعية ويولد نوعا جديدا من الفلاحة وهي «الفلاحة البينية» أي بين السقوية والمروية... وسيمثل دعامة أساسية للفلاحة والغطاء النباتي بشكل عام في مواجهة سنوات الجفاف المتوقعة في العشرية القادمة».

وبينت الدراسات التي أجريت على هذا الاختراع والتي تواصلت على مدى ثلاث سنوات أن الموزع المردوم يستهلك ثلث المياه التي تستهلكها تقنية القطرة قطرة. كما أظهرت نتائج الدراسات وفق لشهب أن الموزع المردوم عندما يستهلك نفس كمية الماء التي تستهلكها القطرة قطرة يقدم إنتاجا يصل إلى ثلاث أو أربع مرات أكثر من الإنتاج الذي يتم إنتاجه بتقنية القطرة قطرة.

وقال صاحب الاختراع «إن حقن الماء في أعماق التربة يجعل هذه الأخيرة تحافظ على الرطوبة لمدة تتجاوز الثلاث سنوات وهو ما أثبتته تجارب عديدة أنجزها معهد الأراضي القاحلة بمدنين والنتائج ذاتها أثبتتها بحوث أوروبية أجريت في مناطق جافة».

واكد الأستاذ لشهب أن الفكرة الأولى للموزع المردوم انطلق العمل عليها بطرق مختلفة منذ أواخر الثمانينات، وولدت فكرة الاختراع من طريقة تقليدية في الري استعملها أهل جزيرة جربة إلى نهاية القرن العشرين وهي تلك التي تعتمد على ردم «القلة» المصنوعة من الفخار في أعماق التربة تحت جذوع النخيل وأشجار الزيتون لريها والمحافظة على استقرار إنتاجها في سنوات الجفاف... واستفاد الموزع المردوم من النقائص التي تمت ملاحظتها في مختلف تقنيات الري التقليدية والحديثة ليكون الأحدث والأكثر كفاءة في المحافظة على الثروة المائية وتوسيع المناطق الزراعية ومضاعفة المردودية في الإنتاج

» .•:*¨`*:• ♥تكريم المتميزات لشهر فيفري 2010 .•:*¨`*:• ♥
» تعليق الدروس بكافة المؤسسات التربوية والجامعية بداية من اليوم الثلاثاء 11 جانفي
» الدورة 29 لرالي تونس