وانتصف الشهر

وانتصف الشهر

وانتصف الشهر 500X361

انتصف شهر رمضان الكريم هذا الزائر الكريم ولا بد لنا من وقفة مع انتصاف الشهر
فى علوم التنمية البشرية وتنمية الذات ينصحون بأن ننظر إلى النصف الممتلئ من الكوب أفضل من أن نقول نصف الكوب فارغ أى يمكن أن نقول لأنفسنا باقى منتصف الشهر وهذا أفضل من مر نصف الشهر ففى هذا تفكير إيجابى ودفع وتحفيز للعمل فيما هو قادم من أيام
وهذا نسبيا صحيح ولكن لابد لنا من نظرة إيمانية ونحن فى منتصف الشهر لذا فلنعد إلى أطباء القلوب مثل الإمام الغزالى وابن القيم إيمانيا يجب أن تقف النفس موقفين :

الأمر الأول :

محاسبة النفس محاسبة شديدة على ما فات ولومها على التقصير والغفلة فيما مضى
ثم رجاء فيما بقى من أيام وعهد على الإستفادة القصوى منها
أى أن حال القلب الآن خاصة –وفى كل وقت- التقلب بين الرجاء والخوف
يقوم الإمام ابو حامد الغزالى المؤمن فى سيره إلى الله عز وجل كالطائر رأس الطائر هو المحبة محبة الله عز وجل والشوق إلى لقائه وجناحي الطائر الرجاء والخوف لا يستطيع الطائر الطيران بدون توازن بين الجناحين كذالك المؤمن يسير إلى الله عز وجل بتوازن بين الشعوريين الرجاء والخوف
خوف يؤدى إلى خشية ومن ثم محاسبة شديدة للنفس فيما مضى واتهامها دائما بالتقصير فى حق الله عز وجل
رجاء يدفع النفس إلى العمل ويحفزها للسير
وأحسب أن حال قلوبنا يجب أن يكون بين الرجاء والخوف وقد أنتصف هذا الشهر الكريم

الامر الثانى :

بيّن الله عز وجل فى كتابه الكريم علة الصيام بتحقق التقوى والتقوى يعرفها العلماء بأنها الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل ومجمل التعريف أن تفعل ما أمرك الله به عز وجل وتنتهى عما نهاك عنه
والتقوى تحتاج إلى قلب حيى متصل بالله عز وجل يحس بلذة العبادة والقرب من الله عز وجل ويدفعه هذا إلى فعل العبادات والطاعات ثم تورث فى قلبه خشية تجعله يجتنب المنهيات لذا وجب أن نهتم بأعمال القلوب مع كل العبادات والطاعات مثلا:
الخشوع فى الصلاة والإحساس بلذة المناجاة وخاصة مع القيام والتهجد
التدبر القرآنى والإحساس بعظمه الخطاب القرآنى
تعلق القلوب بالمساجد
وهكذا تحقق الجانب القلبى من العبادات هو الأصل لعل هذا يورث القلب الحيى المتصل بالله عز وجل والذى يحقق التقوى الغاية الأساسية من الصيام
هذه كلها جوانب تحتاج إلى تفصيل ولكنها تذكرة سريعة لنفسى وإخوانى عل الله أن يجعلنا من عتقاء شهر رمضان