حورية الإدارة
الجنس : عدد المساهمات : 1271 نقاط : 2445 الشّكر : 17 تاريخ التسجيل : 15/10/2009 الموقع : https://7oortounes.ahlamontada.com المزاج : الحمد لله
| موضوع: تفسير جزء عم : سورة الإنفطار الأحد 30 مايو 2010 - 23:29 | |
| | |
|
حورية الإدارة
الجنس : عدد المساهمات : 1271 نقاط : 2445 الشّكر : 17 تاريخ التسجيل : 15/10/2009 الموقع : https://7oortounes.ahlamontada.com المزاج : الحمد لله
| موضوع: رد: تفسير جزء عم : سورة الإنفطار الأحد 30 مايو 2010 - 23:38 | |
| فيما يلي تفسير الآيات من 1 إلى 5 :
1- قوله تعالى : {إذا السماء انفطرت} ؛ أي : إذا انشقت السماء ، كما قال تعالى:{إذا السماء انشقت} [الانشقاق : 1] ، وغيرها .
2- قوله تعالى : {وإذا الكواكب انتثرت} ؛ أي وإذا كواكب السماء ، وهي نجومها، تساقطت وتفرقت([1]) .
([1]) جاء فعل "انفطرت" و "انتثرت" ماضيان مبنيان للفاعل ، والحدث في المستقبل ، للدلالة على تحقق الوقوع ، كما جاءا على صيغة المطاوعة ؛ أي : فطرته فانفطر ، ونثرته فانتثر ، وفيه دلالة على إيجاد هذا الحدث فيهما ومطاوعتهما وإجابتهما لهذا المطلوب منهما ، فكأنه بقوة صيغة المفعول ؛ أي : الذي فعل به بغير أردته فاستجاب لذلك ، والله أعلم .
3- قوله تعالى : {وإذا البحار فجرت} ؛ أي : وإذا هذه البحار العظيمة قد فتح بعضها على بعض فصارت بحراً واحداً ممتلئا([2]) .
([2]) فسر السلف لتفجير بهذا المذكور ، ورد ذلك عن ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة ، وقتادة من طريق سعيد ، والحسن من طريق معمر ، والكلبي من طريق معمر . والتفجير : فتح بعضها على بعض ، وزاد الحسن في تفسيره : "فذهب ماؤها" ، وهي تحتمل أنه ذهب من مكانه إلى غيره ، وهذا واضح ، ويحتمل أنه أراد ذهب الماء بالكلية ، وهذا المعنى لا تعطيه اللفظة من مدلولها ، ولو كان مراده هذا فإنه يمكن أن يقبل على باب التوسع في التفسير ؛ لأن هذه الحالة التي ذكرها ستصير للبحار ، على ما مر في تفسير التسجير ، فيقبل هنا من باب التجوز، وتفسير الكلبي بأنها "ملئت" تفسير باللازم ؛ أي : من لازم فتح بعضها على بعض أن تمتلئ . والله أعلم . ومما ينبغي الإشارة إليه هنا : أن الكلبي هنا يفسر وليس راوياً ، فلا يقال : لا يقبل تفسيره، لأنه كذاب ، وفعليك أن تفرق بين رأيه إذ هو محتمل مقبول من التفسير ، وبين روايته التي فيها التضعيف وعدم القبول .
4- قوله تعالى : {وإذا القبور بعثرت} ؛ أي : وإذا القبور التي دفن بها الموتى أثيرت وقلبت، فجعل أعلاها أسفلها ، فخرج ما بها([3]) .
([3]) قال ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة : بحثت . وقد ذكر بعض المفسرين المتأخرين أن هذه اللفظة يجوز أن تكون من باب النحت ؛ أي : أن أصلها من كلمتين ، فنحت منهما هذه اللفظة ، كالبسملة المنحوتة من "بسم الله" ، وقالوا أصلها من : بعث وأثار ، وقال آخرون أصلها ك بعث ، وضمت إليها الراء (انظر : التحرير والتنوير) ، وهذه الأقوال لا داعي لها ما دام للفظة معنى معروف في لغة العرب ، وليس لها مستند لغوي سوى التخمين والاشتباه . يلاحظ أن الفعلين : "فجرت" و "بعثرت" جاءا ماضيين كسابقيهما ، غير أنهما اختلف عنهما بمجيئهما على صيغة المفعول اهتماماً بالحدث ذاته دون فاعله ، والله أعلم .
5- قوله تعالى : {علمت نفس ما قدمت وأخرت} ؛ أي : علمت كل نفس الذي عملته من أعمال الخير والشر ، والذي لم تعلمه منهما([4]) .
([4]) هذا جواب إلا في الآيات الأربع السابقة ، والقول في هذا الجواب كالقول في قوله تعالى : {علمت نفس ما احضرت } في سورة التكوير . وقد اتفق السلف في تفسير المقدم والمؤخر على أنه العمل ، واختلفت عباراتهم فيه على أقوال :
الأول : علمت ما قدمت من عمل صالح ، وما أخرت من سنة يعمل بها بعد موتها ، وهو قول محمد بن كعب القرظي . الثاني : ما قدمت من الفرائض ، وما أخرت من الفرائض فضيعتها ، وهو قول ابن عباس من طريق العوفي ، وعكرمة من طريق سعيد بن مسروق ، وقتادة من طريق معمر وسعيد ، وابن زيد . الثالث : ما قدمت من خير أو شر ، وما أخرت من خير أو شر ، وهو قول إبراهيم التيمي من طريق العوام .
ورجح الطبري القول الأول ، فقال : "وإنما اخترنا القول الذي ذكرناه ؛ لأن كل ما عمل العبد من خير أو شر ، فهو مما قدمه ، وأن ما ضيع من حق الله عليه وفرط فيه فلم يعمله ، فهو ما قد قدم من شر ، وليس ذلك مما أخر من العمل : لأن العمل هو ما عمله ، فأما ما لم يعمله ، فإنما هو سيئة قدمها، فلذلك قلنا : ما أخر هو ما سنه من سنة حسنة وسيئة مما إذا عمل به العامل ، كان له مثل أجر العامل بها أو وزره" . ولو حُمل المعنى على العموم ، لكان وجهاً أوفق ، ويكون المؤخر بمعنى المتروك مما لم يعمل به ، وتكون السنة التي يعمل بها بعده داخلة فيما قدم ، وهذا يعني أن هذه التفاسير السلفية أمثلة العمل مقدم وآخر مؤخر ، وأعمها قول إبراهيم التيمي ، وليس بين هذا الأقوال على هذا السبيل تعارض، بل هي راجعة إلى معنى واحد وهو العموم ، والله أعلم . | |
|
حورية الإدارة
الجنس : عدد المساهمات : 1271 نقاط : 2445 الشّكر : 17 تاريخ التسجيل : 15/10/2009 الموقع : https://7oortounes.ahlamontada.com المزاج : الحمد لله
| موضوع: رد: تفسير جزء عم : سورة الإنفطار الإثنين 23 أغسطس 2010 - 9:55 | |
| فيما يلي تفسير الآيات من 6 إلى19 :
6- قوله تعالى : {يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم } ؛ أي : يا أيها الإنسان الكافر([1])، أي شيء سول لك وجعلك تخالف أمر ربك الذي أوجدك وربّاك بنعمه ، ولم يعاجلك بعقوبته بكرمه ؟ ، سول لك جهلك ، أو شيطانك([2]) ؟!
([1]) لفظ الإنسان في القرآن المكي يطلق على الكافر في الغلاب ، والخطاب في مثل هذا يشمل من اتصف به من المسلمين قياساً ، وإن كان أصل نزوله في الكافر ، والله أعلم .
([2]) ورد عن عمر وابنه عبد الله وابن عباس والربيع بن خثيم : غره جهله (تفسير ابن كثير) ، وعن قتادة: شيء ما غر ابن آدم : هذا العدو المسلط .
7- قوله تعالى : {الذي خلقك فسواك فعدلك} ؛ أي : ربك الكريم : الذي أوجدك من العدم ، فجعل خلقك سوياً قويماً لا خلل فيه ، وجعله متناسباً في الخلق يدان ورجلان وعينان .. إلخ ، وكل في مكانه المناسب له .
8- قوله تعالى : {في أي صورة ما شاء ركبك} ؛ أي : جمع خلقك في شكل خاص بك، مائل في الشبه إلى أم أو أب و عم أو خال أو غيرهم([3]) .
([3]) هذا قول مجاهد من طريق ابن أبي نجيح ، وقد جعله عكرمة من طريق أبي رجاء ، وأبو صالح من طريق إسماعيل على معنى آخر ، وهو : إن شاء في صورة كلب ، وإن شاء في صورة حمار ، وكأنه على قولهم بيان للطف الله بالعبد أن خلقه مستقيماً معتدلاً متناسب الأعضاء ، وأبعده عن هذه الصور التي هو قادر على أن يخلقه مثلها .
9- قوله تعالى : {كلا بل تكذبون بادين} هذا خطاب للكفار ، والمعنى : ليس الأمر كما تظنون يا من اغتررتم بجهلكم فكفرتم بربكم ، ولكن أنتم تكذبون بيوم الجزاء والحساب، ولا تصدقون به ، فتعملون له([4]) .
([4]) في مجيء الفعل "تكذبون" مضارعاً ، إشعار بتجدد تكذيبهم وتكرر وقوعه منهم .
10- قوله تعالى : {وإن عليكم لحافظين} ؛ أي : وإن عليكم حفظة من الملائكة يرقبون أعمالكم ويسجلونها عليكم([5]) .
([5]) أكدت هذه الجملة بثلاث مؤكدات : إن ، واللام ، والجملة الاسمية . وقد الجار والمجرور "عليكم" الذي يعود إليهم – للاهتمام به ؛ لأنهم الذين من أجلهم سبق الكلام . وفي حرف "على" ما يفيد التسلط والمراقبة من الحفظة .
11- 12- قوله تعالى : {كراماً كاتبين * يعلمون ما تفعلون} ؛ أي : هؤلاء الحفظة من الملائكة شرفاء أمناء يحفظون بالتدوين والكتابة أعمالكم كلها التي يسر الله لهم أن يطلعوا عليها، فلا يزيدون فيها ، ولا ينقصون .
13- قوله تعالى : {إن الإبرار لفي نعيم } ؛ أي : إن الذين اتصفوا بكثرة الطاعات يحيط بهم التنعم الدائم الذي لا يزول ، وهو نعيم الجنة .
14- قوله تعالى : {وإن الفجار لفي جحيم} ؛ أي : وإن الذين شقوا ستر الدين بالكفر، وفجروا في أعمالهم ، وكفروا بالبعث ، يحيط بهم عذاب النار ، ويخلدون فيها بسبب كفرهم .
15- قوله تعالى : {يصلونها يوم الدين} ؛ أي : يدخلونها فتحرقهم بحرها وتشويهم في ذلك اليوم العظيم : يوم الجزاء والحساب .
16- قوله تعالى {وما هم عنها بغائبين} ؛ أي : هم خالدون فيها أبد الآباد([6]) ؛ كما قال تعالى : {وما هم بخرجين من النار} [البقرة : 167] .
([6]) جاءت الجملة الاسمية منفية للدلالة على ثبوت هذا النفي واستمراره ؛ أي : هم لا يغيبون أبداً عن النار، بل يلازمونها ملازمة دائمة . والباء في "بغائبين" فيها تأكيد لهذا النفي ، وقدم الجار والمجرور للاهتمام بالمصير الذي يصيرون إليه ، وهو النار .
17-18- قوله تعالى : {وما أدراك ما يوم الدين * ثم ما أدراك ما يوم الدين} ؛ أي : أي شيء تعلم عن يوم الجزاء والحساب ، ذلك اليوم العظيم([7]) ؟ ، وكرر الاستفهام لتهويل أمر هذا اليوم وتعظيمه([8]) .
([7]) روى على بن أبي طلحة عن ابن عباس ، قال : يوم الدين من أسماء يوم القيامة ، عظمه الله وحذره عباده .
([8]) روى سعيد بن أبي عروبة عن قتادة ، قال : "قوله : {وما أدراك ما يوم الدين} تعظيماً ليوم القيامة، يوم تدان فيه الناس بأعمالهم" .
19- قوله تعالى : {يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً والأمر يومئذ لله} . هذا بيان لذلك اليوم ؛ أي : ذلك اليوم هو يوم لا يستطيع أن ينفع أحد من البشر غيره ، فبطل كل ملك وأمر، وصار الأمر والإذن كله لله وحده([9]) ، كما قال تعالى : {لمن الملك اليوم لله الواحد القاهر}([10]) [غافر : 16]
([9]) روى معمر عن قتادة ، قال : ليس ثم أحد يومئذ يقضي شيئاً ، ولا يصنع شيئاً ، إلا رب العالمين" . وعن سعيد بن أبي عروبة عنه ، قال : "والأمر – والله – اليوم لله ، ولكن يومئذ لا ينازعه أحدا" .
([10]) هذه الآية من التفسيرات القرآنية الصريحة التي وقعت جواباً لسؤال سابق لها . وهذا النوع من تفسير القرآن بالقرآن حجة بلا إشكال ، والله أعلم . | |
|