حورية الإدارة
الجنس : عدد المساهمات : 1271 نقاط : 2445 الشّكر : 17 تاريخ التسجيل : 15/10/2009 الموقع : https://7oortounes.ahlamontada.com المزاج : الحمد لله
| موضوع: تفسير جزء عم : سورة المطففين الثلاثاء 12 أكتوبر 2010 - 22:43 | |
| | |
|
حورية الإدارة
الجنس : عدد المساهمات : 1271 نقاط : 2445 الشّكر : 17 تاريخ التسجيل : 15/10/2009 الموقع : https://7oortounes.ahlamontada.com المزاج : الحمد لله
| موضوع: رد: تفسير جزء عم : سورة المطففين الثلاثاء 12 أكتوبر 2010 - 22:53 | |
| فيما يلي تفسير الآيات من 1 إلى 09 :
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما قدم نبي الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، كانوا من أخبث الناس كيلا ، فأنزل الله : {ويل للمطففين} ، فحسنوا كيلهم .
1- قوله تعالى : {ويل للمطففين} : يتوعد الله سبحانه بالهلاك والخسارة ، الذين يبخسون حق الناس بأخذ القليل منه : إما بنقص كيل الناس ووزنهم وإما بزيادتهم كيل أنفسهم ووزنه على حساب الناس .
2-3- قوله تعالى : {الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون * وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون} : هذا بيان للتطفيف الذي يكون من هؤلاء المطففين ، وذلك أنهم إذا أخذوا كيلهم أو وزنهم من الناس أخذوه تاما غير ناقص ، وذا أعطوا الناس كيلهم أو وزنهم نقصوا منه الشيء القليل ، ظلماً منهم ولؤماً([1]) .
([1]) في الآية قول آخر ذكره الطبري عن عيسى بن عمر النخوي ، وهو أن تكون "هم" من قوله : كالوهم ووزنوهم من ضمير الكائلين والوازنين ، لا من ضمير الناس المكيل لهم ، ويكون الوقف صالحاً على "كالو" و "وزنوا" ، ويكون المعنى : "إذا كالوا للناس هم يخسرون" قال الطبري : ".. ومن وجه الكلام إلى هذا المعنى ، جعل الوقف على "هم" ، وجعل "هم" في موضع نصب . وكان عيسى بن عمر – فيما ذكر عنه – يجعلهما حرفين ، ويقف على "كالوا" ، وعلى "وزنوا" ، ثم يبتدئ : "هم يخسرون" . فمن وجه الكلام إلى هذا المعنى ، جعل "هم" في موضع رفع، وجعل "كالوا" و "وزنوا" مكتفيين بأنفسهما . والصواب في ذلك عندي ، الوقف على "هم" ؛ لأن "كالوا" و "وزنوا" لو كان مكتفين ، وكانت "هم" كلاماً مستأنفاً ، كانت كتابة "كالوا" و "وزنوا" بألف فاصلة بينها وبين "هم" مع كل واحد منهما ، وإذا كان بذلك جرى الكتاب في نظائر ذلك ، إذا لم يكن متصلاً به شيء من كنيات المفعول، فكتابتهم ذلك في هذا الموضع بغير ألف أوضح الدليل على أن قوله : "هم" إنما هو أسماء المفعول بهم، فتأويل الكلام إذا كان الأمر على ما وصفنا وبينا" . وهذا الترجيح من الطبري اعتمد فيه رسم المصحف ، وهو أحد المرجحات في الاختلاف ، والله أعلم.
4-5- قوله تعالى : {ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون * ليوم عظيم} ؛ أي : ألا يقع في حس هؤلاء المطففين أنهم سيبعثون يوم القيامة الذي عظم بما يقع فيه من الأهوال ، ويحاسبون على تطفيفهم ؟
6- قوله تعالى : {يوم يقوم الناس لرب العالمين} : هذا بيان لليوم العظيم ، وهو يوم قيام الناس أمام ربهم للحساب ، كما قال صلى الله عليه وسلم : يوم يقوم الناس لرب العالمين، "حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنية" .
7-9- قوله تعالى : {كلا إن كتب الفجار لفي سجين * وما أدراك ما سجين * كتاب مرقوم} : رد على المطفيين بأن الأمر ليس كما يعتقدون من عدم البعث ، ثم أخبر عن كتاب الذين فجروا في أعمالهم أنه في سفال وخسار في الأرض السفلى([2]) ، ولتهويل أمر هذا الكتاب استفهم على طريقة القرآن في الاستفهام عن سجين ، وبين أن كتابهم قد فرغ منه ، فلا يزاد فيه ولا ينقص منه([3]) ، ولا يزول رقمه كما لا يزال الخيط الذي على الثوب ، والله أعلم .
([2]]) أصل مادة سجين من "سجن" ، وهي تدل على التضييق والحبس ، ومنها السجن ، وقد اختلفت عبارة السلف في "سجين" على أقوال :
1- الأرض السابعة السفلى ، وورد ذلك عن : عبد الله بن عمرو من طريق قتادة بلاغاً ، وابن عباس من طريق الوفي ، ومغيث بن سمي من طريق مجاهد ، وقتادة من طريق معمر وأبي هلال ، ومجاهد من طريق ابن نجيح ، والضحاك من طريق عبيد ، وحكاه ابن زيد ، وبه أجاب كعب الأحبار عن سؤال ابن عباس له .
2- حد إبليس ، ورد ذلك عن : سعيد بن جبير ، وقد ورد عن مغيث بن سمي وكعب الأحبار أ، حد إبليس في الأرض السفلى .
3- صخرة في الأرض السابعة، يجعل كتاب الفجار تحتها ، عن مجاهد من طريق ابن أبي نجيح. ويشهد لكون سجين الأرض السفلى ما ورد في بعض طرق حديث البراء بن عازب في صعود روح الكافر إلى السماء ، ثم أمر الله بأن لا تدخل السماء ، قال صلى الله عليه وسلم فيقول الله: اكتبوا في أسفل الأرض في سجين في الأرض السفلى .
وقد ورد في تفسير سجين حديث ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو لا يصح عنه : "الفلق جب في جهنم مغطي ، وأما سجين فمفتوح" ، قال عنه ابن كثير أنه حديث غريب منكر لا يصح .
([3]) قال ابن كثير : وقوله : {كتاب مرقوم} : ليس تفسيراً لقوله : {وما أدراك ما سجين} ، وإنما هو تفسير لما كتب لهم من المصير إلى سجين ؛ أي : مرقوم : مكتوب مفروغ منه لا يزداد فيه أحد ولا ينقص منه أحد ، قاله محمد بن كعب القرظي . | |
|