علاقة الأبناء بالآباء في تونس :تصدع كبير فإلى أين تسير ؟
كاتب الموضوع
رسالة
حورية الإدارة
الجنس : عدد المساهمات : 1271 نقاط : 2445 الشّكر : 17 تاريخ التسجيل : 15/10/2009 الموقع : https://7oortounes.ahlamontada.com المزاج : الحمد لله
موضوع: علاقة الأبناء بالآباء في تونس :تصدع كبير فإلى أين تسير ؟ الخميس 14 أكتوبر 2010 - 13:31
لقد شهدت العلاقة بين الآباء والأبناء مجتمعنا تصدّعا كبيرا ، حيث التواصل و التحاور و قلّ الاحترام بين الطرفين. هي علاقة يصفها معظم آبائنا وأجدادنا بالسيئة ويعدونها في خانة العلاقات المصلحية والمادية البحتة ويصورون لنا مميزات علاقاتهم القديمة بآبائهم وكيف كان الاحترام والتقدير والخوف من الكبير هي السمات الضرورية والأساسية في التواصل بين الأجيال. "التونسية" حاولت طرح هذا الموضوع على فئات عمرية متنوعة لإستجلاء التغيرات الحاصلة في تلك العلاقة وتأثيرها في النسيج الاجتماعي في التحقيق التالي :
الشيخ محمد الذوادي كان لنا حديث معه حول هذا الموضوع وهو متقاعد يبلغ من العمر 77 سنة وله أبناء وأحفاد يرى أن العلاقة بين الأبناء والآباء تغيرت في عصرنا الحالي وهناك فرق شاسع بين ما كان في الماضي من احترام وتقدير واستماع إلى آراء الآباء وبين ما هو متفش حاليا من عقوق وعدم مبالاة بقيمة "الكبير" سواء داخل المحيط الأسري أو خارجه كما يرجع عم "محمد" أسباب التغير السلبي إلى بعض البرامج التلفزية التي لا تؤسس للقيم و المبادىء التي من المفروض أن تكون حاضرة في العلاقات الإجتماعية عامة .
*لا إحترام ولا هم يحزنون ...
أما السيد "نجيب الضحاك" 55 سنة وهو كذلك متقاعد فيقول "شتان بين الزمن الماضي الجميل أين كان الصغير يحترم الكبير ويخجل حتى من النظر إليه ويعتبر كل إنسان كبير هو بمثابة الولي وبين هذا الزمن اللعين حيث لا احترام ولا هم يحزنون" وهو يؤكد أن السبب الرئيسي في تغير هذه العلاقات يرجع بالأساس إلى عدم قدرة الأولياء على التحكم في تربية الأبناء وإرشادهم إلى الطريق الصحيح وتوعيتهم بضرورة احترام الكبير إضافة إلى التقليد الأعمى وللغرب ولسلوكات أفراده عن طريق وسائل الاتصال الحديثة.
*كفانا تسلطا
حاولنا تشريك بعض الشباب في هذا الموضوع فكان لنا لقاء مع الطالب "محرز" 21 سنة والذي يرى أن الآباء لم يفهموا تطور الزمن ولا يريدون تغيير عقلية التسلط وفرض آرائهم على الصغار على حد تعبيره كما يدعو إلى ضرورة إحترام الابن حتى يشعر بمسؤولياته وقيمته كفرد فاعل في المجتمع. هذا الرأي يوافقه فيه الشاب "ياسين الفرحاتي" 21 سنة حيث يقول آبائنا يفرضون علينا ما يريدون ولا يستشيروننا حتى في أبسط الأشياء ويضخمون كل الأشياء ولا يريدون الاقتناع بدور الأبناء وهو ما جعلنا ننفر من التواصل معهم أو حتى إيلائهم قدرا من الاحترام لذلك تراهم دائما يتذمرون من صراع الأجيال ولا يدركون أن السبب راجع لهم بالأساس. وفاء البوزيدي عمرها 17 سنة تلميذة تعتبر أن الأبناء قد احترموا كثيرا آباءهم الذين لم لم يبادلوهم نفس الشعور كما تضيف قائلة "كفانا حديثا عن ضرورة احترام الابن لوالديه وللكبار" من واجب آبائنا احترامنا وتشريكنا في الحوار وإبداء الرأي ؟ هذا الكلام لا يعجب أميرة النوري البالغة من العمر 25 سنة التي ترى أن علاقتها بوالديها وكبار العائلة جيدة ولا تشوبها شائبة حيث تؤكد أن احترام الكبير ينبع من داخل الأسرة التي يترعرع فيها الابن وهي تشعر بالاعتزاز والفخر بوالديها اللذين علماها معنى احترام الكبير. هذا الكبير الذي ضحى كثيرا من أجل إرضاء هذا الجيل.
كانت تلك انطباعات عدة فئات من التونسيين حول علاقة الأبناء بآبائهم وبكبار السن. وهي علاقة يشوبها التّصدع و التصادم في أغلب الأحيان : وهو ما يستوجب تدخل تدخل أكثر من طرف (علماء الإجتماع و علماء النفس و المنظمات الإجتماعية ، المجتمع المدني....)للتوعية بمخاطر هذا التصدع و التأسيس لعلاقة إيجابية بين الآباء و الأبناء قوامها التفاهم و الإحترام.
منقول من تحقيقات التونسية
علاقة الأبناء بالآباء في تونس :تصدع كبير فإلى أين تسير ؟