الجنس : عدد المساهمات : 1271 نقاط : 2445 الشّكر : 17 تاريخ التسجيل : 15/10/2009 الموقع : https://7oortounes.ahlamontada.com المزاج : الحمد لله
موضوع: القيروان : سرق قطيع أغنام جاره...ثم كافأه بخمسة آلاف دينار ! الثلاثاء 9 نوفمبر 2010 - 13:24
جدت حادثة في الأيام الأخيرة بأحد أرياف مدينة القيروان تجمع بين الطرافة و الإنسانية و الرحمة بطلها كهل ضاقت به السبل لتسديد الديون المتراكمة عليه فقرر سرقة قطيع أغنام جاره الفلاح, قبل أن يكتشف في آخر الأمر أن جاره و زوجته يوجدان في حالة إغماء (بسبب الزنزانة ).
****ملاحظة**** الزنزانة : هي كلمة تقال و مرتبطة بالوفاة نتيجة استعمال كانون الفحم من اجل التدفئة في غرفة مقفلة و غالبا ما تكون اثناء الليل . حيث يحترق الفحم و يطلق اول اكسيد الكربون الذي يتجمع في الغرفة و يتنفسه من بداخلها مكونا حالة تسمم في الدم نتيجة اتحاد اول اكسيد الكربون مع الهيموجلوبين , ناهيك عن انعدام او قلة وجود الاوكسجين في الغرفة نتيجة نفاذه اثناء عملية اشتعال الفحم و النتيجة هي موت مفاجي نتيجة عدم امداد المخ بالاوكسجين ***** حدث هذا منذ أيام قليلة فقط, عندما اشتدت أزمة مالية بالكهل الذي اقتنى منذ بضعة أشهر سيارة من نوع " ايسيزو " من احد شركات التامين على أن يسدد باقي ثمنها بالأقساط, غير انه لم يتمكن في الأيام الأخيرة من جمع المبلغ المطلوب ( 5 آلاف دينار), فحتى جولاته بين الأصدقاء و الأقارب لاقتراض هذا المبلغ لم تثمر بأية نتيجة. لكن أمام مداهمة الوقت المحدد للخلاص توترت أعصاب هذا الرجل وراح يبحث على أية طريقة أخرى من شانها أن تجلب له المال و بعد تفكير طويل استقر رأيه على سرقة قطيع أغنام جاره الفلاح الشيخ الذي يوجد في المنزل صحبة زوجته العجوز فقط على اعتبار و أن أبناءهما يوجدون في الخارج للعمل. و في ساعة متقدمة من فجر احد الأيام الفارطة انطلق هذا الرجل في مغامرته و استولى على القطيع بكل أريحية و دون ادني مقاومة حتى أن نباح كلاب الحراسة لم يوقظ الفلاح و زوجته.
و بعد أن قطع الجاني مسافة طويلة نسبيا خامرته فكرة البحث عن أسباب هدوء المنزل و عدم تفطن صاحب القطيع حتى لحركاته خاصة نباح الكلاب, عندئذ خير العودة إلى المنزل للتثبت من الأمر. و فعلا فقد وجد الشيخ و زوجته في حالة إغماء خطيرة نتيجة " الزنزانة " فانزل قطيع الأغنام و أعاده إلى مكانه ثم حمل الشيخ وزوجته على جناح السرعة إلى قسم الاستعجالي أين تلقيا الإسعافات الأولية التي كللت بالنجاح التام.
و بعد أن تماثلا إلى للشفاء سمح لهما الإطار الطبي بمغادرة المستشفى. الأطباء ذكروا للشيخ و العجوز أن جارهم هو الذي جلبهما إلى المستشفى, وقد جاء هذا الكلام بعد تساءلا عن الشخص الذي حملهما إلى المستشفي. من جهته اعترف الكهل للشيخ بكل تفاصيل الواقعة و طلب منه المعذرة لكن رد فعل الشيخ كان إنسانيا أكثر من اللزوم أيضا حيث طلب في اليوم لقاء جاره على انفراد – بعد أن اعلم أبناءه المقيمين في الخارج بحيثيات الواقعة و الذين وافقوا على قراره - لإهدائه المبلغ كاملا ( 5 آلاف دينار ) ثم قال له حرفيا : " هذا المبلغ حلال عليك حرام عليّ " كما شكره على خدمته. مع الإشارة الى أن هذه الحادثة لم تسجل على الدفاتر الأمنية و القضائية .