هل الخطوبة الناجحة تخفف من حالات الانفصال التي تؤدي إلى الشتات الأسري
كاتب الموضوع
رسالة
حورية الإدارة
الجنس : عدد المساهمات : 1271 نقاط : 2445 الشّكر : 17 تاريخ التسجيل : 15/10/2009 الموقع : https://7oortounes.ahlamontada.com المزاج : الحمد لله
موضوع: هل الخطوبة الناجحة تخفف من حالات الانفصال التي تؤدي إلى الشتات الأسري الأربعاء 21 أبريل 2010 - 0:20
هل الخطوبة الناجحة تخفف من حالات الانفصال التي تؤدي إلى الشتات الأسري
من الأفضل تأهيل المقدمين على الزواج نفسياً وعلمياً لدخولهم معترك الحياة الزوجية، ولما ينتظرهم من تحمل للمسؤولية الكبيرة، من تأسيس أسرة وتربية أبناء، وتعليمهم فن التعامل مع عالم الذكورة والأنوثة.
وقد يستهين البعض بأمر معرفة عالم الزواج وما يحتويه لنظره بأن كل ما في الأمر هو فقط زواج رجل من امرأة ومن عشرة وإنجاب أطفال، ولهذا يعتقد بأنه ليس بحاجة إلى الإطلاع والاهتمام في عالم أمور الحياة المشتركة ما بين الزوجين، فليس إلاّ هو زواج بزوجة فقط، وليس شهادة دكتوراه أو ماجستير، فتكون نظرته نظرة سطحية ليس لها أية أبعاد، فيكون مثل هؤلاء الأزواج كالأميين الذين لا يفهمون القراءة ولا الكتابة، ولهذا ما أن تحدث مشكلة في بداية الحياة المشتركة بين الزوجين إلا ويفكّر أحدهما بأمر الطلاق مباشرةً، لأنهما غير قادرين ولا مهيآن للتعامل مع المشاكل الزوجية، وقد تكون هذه المشاكل صغيرة وبسيطة من سوء تفاهم بين طرفين طبيعياً تحدث لدى المتزوجين، ولكن لقصر نظرتهم لأمور الحياة الزوجية، تراهم لا يستطيعان أن يتكيفا مباشرة مع مثل تلك المشاكل، فيلجآن إلى أقصى حلّ وهو الطلاق.
فجاء في إحصاءات خليجية تقول: بلغت نسبة 30% من حالات الطلاق في السنة الأولى من الزواج، ومن أكبر أسباب ذلك هي سوء الاختيار وعدم معرفة الطرفين بعضهم البعض، أي الأنثى لا تعرف عالم الرجال والذكر لا يعرف عالم الإناث.
فمن هنا تأتي ضرورة دخول الشباب والشابات المقدمين على الزواج إلى دورات تأهيل تعلّمهم ثقافة الحياة الزوجية، كي يقلل من المخاطر، وتشيّد روح التفاهم بين الزوجين، وتساعدهم على تجاوز الكثير من المشاكل المستحدثة في حياتهم اليومية. فكثير من الدول تهتم بدخول الشباب والشابات المقدمين على الزواج إلى دورات تأهيل، ومنها تجربة ماليزيا لتأهيل المقبلين على الزواج فكل متزوّج جديد يأخذ إجازة براتب من الدوام ويدخل في دورة يتعلم فيها فنون العلاقة الزوجية وكيفية التعامل مع الطرف الآخر، وحدود الاحترام بينهما، وكيفية حلّ المشاكل الزوجية لمدة شهر واحد.
فبهذه التوعية نساهم في تقليل نسب الانفصال كما هو حاصل في ماليزيا، حتى أن الرئيس الماليزي «مهاتير محمد» الذي عمل برنامجاً للمتزوجين الجدد في عام 1992م قال: كل متزوّج جديد يدخل دورة لمدة شهر يأخذ إجازة براتب من الدوام يدخل دورة يتعلم فيها فنون العلاقة الزوجية، كيف يحترم زوجته؟ كيف الزوجة تحترم زوجها؟ كيف يحلّون مشكلتهم؟ لماذا يُستخدم الضرب؟ ليحلّ مشكلة فعلمهم كيف يحلّون مشاكلهم، كانت نسبة الطلاق في سنة 1992م 32% في ماليزيا، وبعدها أجري بحث وأخبرت وزيرة العمل الاجتماعية أن نسبة الطلاق 7% وهي أخّفض نسبة على مستوى العالم كله.
وكذلك في دبي أدخل برنامج تأهيل للمتزوجين فقلّت نسبة الطلاق من 36% إلى 24%. وكذا في اليابان الذين يدرسون هذه الأمور في مناهج دراسية مفصلة وفي أمريكا ولد علم يطلق عليه «علم السلامة الزوجية» وإن لهذا العلم خبراء متخصصين وعلماء نفس واجتماع، وكان لنشر هذه الثقافة أثر فعال إيجابي في إدارة المشاكل الزوجية وحصرها، وفي بريطانيا تم تنظيم فصول دراسية في «بير ملعهام» يقتصر حضورها على الأزواج بحيث يتلقون محاضرات على أيدي أساتذة متخصصين يتعلمون من خلالها فن الإصغاء الزوجي، وفن الصمت، والكلام، وكيفية حسم الخلافات والمشاكل، ونحن نعيش اليوم في حالة مخيبة جدا لكثرة أمور الطلاق وتكرار حالات الانفصال التي تؤدي إلى الشتات الأسري، وخلافات عميقة بين الزوجين بعضها متفجرة والأخرى تنتظر الشرارة التي تفجر القنبلة المؤقتة، ماذا ينقصنا من إعداد مناهج دينية علمية متخصصة على يد خبراء متخصصين من علماء نفس واجتماع وخبراء في العلاقات الزوجية وهذه المناهج يدرسها طالبو الزواج، والمتزوجون وإنشاء معاهد لتعليم هذه الثقافة، لتساهم بعد ذلك في رقي الحياة الزوجية لدينا، والقدرة على التغلب على المشاكل الزوجية والأسرية وتسهل من عملية التعايش والسلام الزوجي..
ومن هنا نقول إن الكثير من المشاكل هي نتيجة لعدم فهم الدوافع والحافزية للزواج، ولنقص فهم طبيعة عالم الآخر، فمن أراد الإقدام على الزواج ليطرح على نفسه هذه التساؤلات :
ما هو الزواج؟. وما الهدف منه؟. وما فائدة الزواج؟. ولماذا نتزوج؟. وهل أنا قادر على الحب؟. وهل أنا قادر على تحمل تلك المسؤولية؟. وهل أستطيع أن أحقق السعادة وأصل إليها؟. وكيف سأكون أسرة وأتعامل معهم بنفس الأبوة؟. وما هي صفات الزوج والزوجة المثالية؟. إن طريقة طرح تلك الصيغة من التساؤلات تجعل الإنسان على علم ومعرفة واضحة بدوافعه الحقيقية للزواج ولسدّ الثغرات والنواقص، وحلّ المشاكل السلبية العالقة في ذهنه والمشوشة تجاه الزواج.
وكذا على الفتيات طرح نفس الأسئلة على أنفسهنّ، إضافة بالتساؤل هل سأتزوج شخصاً سأكون قادرة على حبه وإسعاده؟ أم أن الزواج والإقدام عليه سيخلق حالة الحب والاندماج والانسجام مع الزوج؟. هل هو من يحترم النساء؟. لأن الاحترام يمنع الزوج من القدوم على حالة الضرب في حال الخلاف فيما بين الطرفين.
لماذا يختارني أنا؟
سؤال عادةً يحيّر الفتاة لماذا يختارني أنا من بين كل الفتيات؟! ما الذي يميزني عن البقية؟ هل هو ضربة حظ فقط؟، أم توفيق من الله سبحانه وتعالى؟.
جاء في دراسة علمية تبين إن الرجل يقوم بخطبة فتاة معينة دون غيرها يرجع ذلك بسبب اختلاف تفاعله النفسي معها ومدى استجابته لهذا التفاعل وليس لأجل شكلها فقط او غيره لذا اود ان اؤكد على الفتيات ان يزدن ثقتهن بأنفسن التي تؤثر على كل سلوكياتهن ولا يظنن انه لمجرد تواضع جمالهن فأنهن لن يوفقن.
بداية الحياة الزوجية بحاجة إلى رعاية دقيقة، لأنه في هذه المرحلة الأولى من حياة الزوجين تكون حساّسة جداً أكثر من أي وقت آخر، لأنه لو حدث خطأ وسوء تفاهم في بداية الحياة الزوجية، فمعناه قد يتطور الأمر، لأن الزوجين عهّدهما وخبرتهما بسيطة بأمور العلاقة الزوجية، ولذلك قد تتطور مشاكلهم بشكل سريع وتتعقد الحلول، ولهذا على كل طرف معرفة كيفية إيجاد مفاتيح الآخر بحيث يكون قادراً على معرفته ومجاراته بشكل صحيح وسليم.
يشير الدكتور «أحمد سامح» أستاذ علم النفس بجامعة الإسكندرية في صحيفة الأهرام المصرية أن أي من الخطيبين قبل زواجهما تكون لهما شخصية مستقلة، إما سوية أو مريضة بالأنانية والتملك وحب النفس وعند إتمام الزواج تظهر سمات الشخصيتين فمن تعود العطاء لا يمكنه الأخذ فقط. وتتدخل التربية في تحديد معالم نفسية كل إنسان فالدفء الأسري والحنان عادةً ما يكون أبناء البيت عطائين محبين للناس وفي المنازل المفككة والتي تعاني من انفصال الوالدين قد يكون أولادهم غير أسوياء ويظهر ذلك بوضوح في الزواج.
ويستطرد قائلاً: أن الحب يشعر الزوجين بالاطمئنان والأمان فالأزواج المتحابون يعتقد كل واحد منهم أن شريكه أكثر الناس وسامة وجاذبية، وأن لم يكن هكذا في رأي الغير وهو ما يعبر عنه الناس بأن الحب أعمى، وفي حالة الكراهية مهما فعل الزوجان فلا رضا أو سماحة أو تقبل حتى لو أغدق أحد الطرفين على الآخر رغبة في استمرار الحياة الزوجية.
ففي بداية الحياة الجديدة ينبغي أن يكون النقد تجاه الشريك هادئاً وليس لاذعاً لأنكم جدد على بعضكم البعض، ولاشك بأنكم لم تتعوّدا على التكيف مع سلوك الآخر بشكل سلس وإنما هي مرحلة تزاوج صفاتكما مع بعضكما البعض وقبول بعضها ورفض أخرى. ولسعادة زواجكما عليكم بالنظرة الإيجابية والتصور الإيجابي الحسن لبعضكما.
هل الخطوبة الناجحة تخفف من حالات الانفصال التي تؤدي إلى الشتات الأسري