أسطول الحرية آمال ودماءأسطول الحرية تقوده السفينة التركية مرمرة (الأوربية)
أسطول الحرية تجمّع من ثماني سفن يقوده ائتلاف مكون من الحملة الأوروبية وحركة غزة الحرة والإغاثة الإنسانية في تركيا، إضافة إلى حملتين يونانية وسويدية.
مثل الأسطول أملا لاختراق الحصار الجائر المفروض من قبل إسرائيل على قطاع غزة منذ أربع سنوات، غير أن الاحتلال قضى على ذلك الحلم بشلال من الدماء.
ويخضع القطاع لحصار خانق من طرف إسرائيل منذ أربع سنوات فاقم من شدته إغلاق مصر لمعبر رفح المنفذ البري الوحيد للقطاع على العالم الخارجي.
وكانت قافلة شريان الحياة 3، قد تمكنت -بوساطة تركية- من دخول القطاع عبر رفح مطلع العام الحالي، وأدخلت مئات الحافلات المليئة بالمساعدات الطبية والإنسانية.
يأتي ذلك في حين أخفقت قوافل وسفن أخرى من قبرص وليبيا ولبنان في الوصول إلى القطاع تحت تهديد من السفن الإسرائيلية المرابطة في مياه القطاع.
الترحيل أو السجن لمتضامني "الحرية"البحرية الإسرائيلية اعترضت سفن أسطول الحرية في المياه الدولية (رويترز)
تستعد إسرائيل لترحيل أو سجن أفراد أسطول الحرية الذين هاجمتهم قواتها البحرية فجر يوم أمس وقتلت منهم 19 على الأقل وجرحت 26 آخرين، في وقت كانوا يحملون فيه مساعدات إنسانية إلى سكان
قطاع غزة المحاصرين منذ نحو ثلاث سنوات.
وقالت متحدثة باسم شرطة الهجرة الإسرائيلية إنه تم اعتقال أكثر من 80 ناشطا بحلول مساء أمس، وتوقعت اعتقال مئات آخرين خلال الليل. وأشارت إلى أن 25 محتجزا وافقوا على ترحيلهم، في حين سيتم اقتياد آخرين إلى السجن.
وقال وزير الداخلية الإسرائيلي إسحاق أهارونوفيتش إنه سيتم الإفراج عن معظم المحتجزين عقب الانتهاء من عمليات التدقيق والتحقيق معهم، لكنه أشار إلى أنه سيتم الإبقاء على من يشتبه في تورطه في أعمال عنف قيد الاعتقال بغية توجيه الاتهام ضده.
وأورد موقع صحيفة هآرتس الإسرائيلية على الإنترنت أن من رفضوا التوقيع على وثيقة لطردهم فورا من إسرائيل، تم إيداعهم في سجن قريب من مدينة بئر السبع جنوبا.
وتبين أن دبلوماسيين من الجزائر والسويد والولايات المتحدة بين النشطاء الذين تم إنزالهم بعدما اقتادت البحرية الإسرائيلية سفن الأسطول الست إلى ميناء أسدود، وقد تم تسليم الدبلوماسيين لوزارة الخارجية الإسرائيلية.
واشنطن تعيق إدانة مجزرة الأسطولقال مراسل الجزيرة في مقر الأمم المتحدة إن الوفد الأميركي
الدولي عطل إدانة الهجوم الإسرائيلي على سفن
أسطول الحرية الذي كان يحمل مساعدات إنسانية إلى
قطاع غزة.
وأضاف المراسل أن الولايات المتحدة عطلت مشروع البيان الرئاسي الذي تقدمت به تركيا بدعم عربي إلى مجلس الأمن بشأن الهجوم الإسرائيلي ورفضت إدانة إسرائيل، وعطلت مطالبة البيان بتحقيق مستقل في الهجوم خلال ثلاثين يوما.
وكانت تركيا قد وافقت على تخفيف لغة البيان ليكتفي بالإعراب عن الأسف للأرواح التي فقدت خلال الهجوم الإسرائيلي، كما تخلت عن مطالبة الأمم المتحدة بالتحقيق في الحادث.
وفي وقت سابق أجمعت بيانات أصدرها أعضاء المجلس قبل الجلسة على إدانة الهجوم الإسرائيلي والمطالبة برفع الحصار عن قطاع غزة. وقد كانت الجلسة مفتوحة لمدة ساعة ونصف، ثم أغلقت لمناقشة مشروع البيان.
ووصف مندوب مصر لدى
الأمم المتحدةماجد عبد الفتاح الذي كان يتحدث باسم حركة عدم الانحياز التي ترأسها بلاده، الهجوم الإسرائيلي بأنه "غير مبرر" وأنه "انتهاك صارخ للقانون الدولي".
وطالب المندوب المصري في تصريح للصحفيين بنيويورك، إسرائيل بالإفراج فورا عن الركاب الذين كانوا على متن الأسطول والمحتجزين لديها وتعيدهم إلى أوطانهم، كما دعا إلى إجراء تحقيق "مستقل ونزيه" في الهجوم الإسرائيلي. من جهته عبر الرئيس الأميركي
باراك أوباما في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي
بنيامين نتنياهو عن أسفه العميق لسقوط قتلى في الهجوم.
وقال البيت الأبيض في بيان مقتضب إن أوباما عبر لنتنياهو عن ضرورة معرفة كل الحقائق والمعلومات عن هذا الهجوم في أقرب وقت ممكن.
وفي السياق أوضح وزير الدفاع الإسرائيلي
إيهود باراك في مكالمة هاتفية مع وزيرة الخارجية الأميركية
هيلاري كلينتون ومستشار الأمن القومي الأميركي جيمس جونز، ملابسات الهجوم.
وأكد بيان صادر عن مكتب باراك أنه اعتبر أن الهجوم الإسرائيلي على سفن الأسطول -والذي تم في المياه الدولية- ليس فيه أي خرق للقانون الدولي والقوانين البحرية.
واتهم البيان
المتضامنين على متن إحدى سفن الأسطول بأنهم هاجموا الجنود الإسرائيليين بكل ما كانوا يملكون من أدوات وجرحوا بعضهم، وقال إن الجنود دافعوا عن أنفسهم.
وبدوره قال نتنياهو إن الجنود الإسرائيليين صعدوا إلى إحدى السفن من أجل التأكد من خلوها من السلاح،
لكن ناشطين هاجموهم بالسكاكين والهري، حسب زعمه. وتابع "لقد ضربوهم وطعنوهم، وهناك تقرير حتى عن استخدام سلاح ناري".
نهاية دموية لأسطول الحرية مروحيات إسرائيلية تنقل جريحا أصيب في الهجوم على قافلة الحرية
وضعت إسرائيل نهاية دموية لرحلة
قافلة الحرية قبيل وصولها إلى سواحل قطاع غزة المحاصر وأوقفت المتضامنين الأجانب المشاركين فيها، مشعلة في ذات الوقت غضب فلسطينيي عام 1948.
واقتحم قوات خاصة تابعة للبحرية الإسرائيلية فجر الاثنين كبرى سفن القافلة "مافي مرمرة" التي تحمل 581 متضامنا -معظمهم من الأتراك- داخل المياه الدولية، مخلفة 19 قتيلا و26 جريحا معظمهم من الأتراك.
وقال رئيس الأركان الإسرائيلي غابي أشكنازي في مؤتمر صحفي بتل أبيب إن "العنف" تركز في القارب القيادي، وإن البحرية سيطرت على
القوارب الخمسة الأخرى بدون مقاومة. ونقلت مروحيات الجيش الإسرائيلي الجرحى إلى المستشفيات في حين تولت سفن البحرية الإسرائيلية مواكبة قافلة الحرية التي وصلت سفنها تباعا إلى ميناء أسدود حيث تم إنزال المتضامنين.
وقال مراسل الجزيرة إن السفينة الإيرلندية تواصل التوجه إلى غزة بعدما تأخرت عن السفن التي تعرضت للهجوم والتي تحمل متضامنين أتراكا وفلسطينيين ولبنانيين وبعض الناشطين والنواب الأوروبيين.
الجزيرة تطالب إسرائيل بسلامة طاقمها من اليمن لليسار (أعلى) محمد فال وعباس ناصر وعثمان البتيري وعلي صبري (أسفل)جمال الشيال وأندريه أبو خليل ووسيمة بن صالح
حملت شبكة الجزيرة الحكومة الإسرائيلية مسؤولية سلامة أفراد طاقمها المرافق لـ"
أسطول الحرية" وعموم الصحفيين الموجودين على متن السفن المتجهة في مهمة إنسانية إلى قطاع غزة ودعتها لإطلاق سراحهم فورا.
وأعربت الجزيرة في بيان لها عن بالغ قلقها لإقدام القوات الإسرائيلية على اعتقال طاقمها الإعلامي المرافق لتغطية فعاليات "أسطول الحرية"، حينما تعرض لهجوم من قبل القوات الإسرائيلية فجر اليوم الاثنين.
الشيخ صلاح لم يصب في الهجومأكدت مصادر موثوقة أن الشيخ
رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني بخير، ولم يصب بأذى خلافا لما أعلن سابقا.
فقد نقل مراسل الجزيرة إلياس كرام عن عضو الكنيست جمال الزحالقة قوله إن زميلته في الكنيست النائبة خنين الزعبي أكدت له أن الشيخ صلاح بخير ولم يصب بأذى.
وأوضح المراسل أن النائبة الزعبي موجودة مع الشيخ صلاح على متن آخر سفينة في أسطول الحرية وصلت إلى ميناء أسدود.
وكانت الأنباء قد تضاربت بشأن مصير الشيخ صلاح ومكان وجوده بعد أن أعلنت إسرائيل أن قائد الحركة الإسلامية بالداخل الفلسطيني قد أصيب لدى قيام الجيش الإسرائيلي بارتكاب مجزرة بحق نشطاء
قافلة الحرية المتجهة نحو قطاع غزة.
وكان مراسل الجزيرة قد نسب إلى مصادر وصفها بأنها "موثوق بها جدا" القول إن الشيخ صلاح يرقد في مستشفى "تل هاشومير" الإسرائيلي بتل أبيب، بعد نقله إلى هناك بمروحية عقب الهجوم.
بيد أن عائلة الشيخ أكدت أنه ليس المصاب الذي أدخل مستشفى "تل هاشومير" في تل أبيب، وقال قصي كبها صهر الشيخ صلاح للجزيرة نت إن المستشفى سمح بدخول زوجة الشيخ إلى غرفة العمليات للتأكد من هويته، ونفت الزوجة بعد رؤيته أن يكون هذا المصاب هو الشيخ رائد صلاح.
وشدد صهر الشيخ على أن غالبية المعلومات المتداولة حول مصيره في وسائل الإعلام ليست صحيحة، مؤكدا أن لا إثباتات على إصابته ولا معلومات مؤكدة عن مصيره.
وبدوره، قال الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية بالداخل الفلسطيني أن الشيخ صلاح لم يعرف حتى الآن أين هو، ولم يتم معرفة ما حل به.
وأضاف للجزيرة نت "لا ندري إذا كان (الشيخ صلاح) بالبر أم في البحر هو أو حتى بالاعتقال، فلا أحد يعرف"، وقال إن الاتصالات قائمة على قدم وساق لمعرفة مصيره.
تنديد شعبي عربي بمجزرة "الحرية"شهدت العديد من العواصم والمدن العربية مظاهرات للتنديد بالعدوان الذي شنته إسرائيل على
أسطول الحرية الذي كان متوجها إلى سواحل قطاع غزة. وطالب المشاركون في المظاهرات الحكومات العربية بموقف قوي تجاه إسرائيل، وبالعمل على إنهاء الحصار على غزة.
مظاهرات عالمية غاضبة تندد بالمجزرةشارك مئات الآلاف في مختلف عواصم ومدن العالم أمس الاثنين بمظاهرات غاضبة تندد بالمجزرة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية ضد المتضامنين على متن
أسطول الحرية المتوجه إلى قطاع غزة المحاصر، والتي أسفرت عن استشهاد 19 شخصاً على الأقل وإصابة 26 آخرين.
المصدر : الجزيرة.نت