الجنس : عدد المساهمات : 1271 نقاط : 2445 الشّكر : 17 تاريخ التسجيل : 15/10/2009 الموقع : https://7oortounes.ahlamontada.com المزاج : الحمد لله
موضوع: بسبب هاجس الامتياز : حمى الدروس الخصوصية تستعر الأربعاء 6 أكتوبر 2010 - 13:02
بسبب هاجس الامتياز
حمى الدروس الخصوصية تستعر بعد أسبوعين من العودة المدرسية والجامعية
أسابيع قليلة مرت على العودة المدرسية والجامعية ومع ذلك جددت هذه العودة السيناريو المألوف داخل معظم العائلات التونسية والمتمثل في اللجوء القسري إلى حصص الدعم لتبدأ حمى الدروس الخصوصية قبل أوانها.
إنها «حمى مبكرة» سابقة لأوانها على حد تعبير احد المهتمين بالشأن التربوي وقد تجاوزت مرحلتي الأساسي والثانوي لتتسلل داخل أسوار الجامعة باعتبار أن التلميذ أو الطالب الجديد لم يتسن له بعد اختبار مؤهلاته حتى ينساق وراء حصص الدعم. وهو ما يؤكد أن ثقافة الدروس الخصوصية ترسخت لدى الأولياء وأضحى من الصعب استئصالها...
ابنة السيدة نجلاء الخليفي (موظفة) مرسمة بالسنة الأولى من التعليم الأساسي ورغم أنها في إعدادية نموذجية إلا أن ذلك لم يمنعها من أن تجبرها على أن تتلقى دروس دعم في المواد الأساسية حتى لا يسبقها زملاؤها...
وتعزو السيدة نجلاء انسياقها وراء الدروس الخصوصية بصفة مبكرة إلى رغبتها في تكوين متميز يضمن لاحقا دراسة جامعية تؤشر للاندماج سريعا في سوق الشغل... وهو ما يفنده خبير تربوي، فمن وجهة نظره انطلاق ماراطون الدروس الخصوصية بصفة مبكرة هذه السنة هو امتداد لمنطق ترسخ لدى الأولياء باعتبارهم يتعاملون مع هذه الظاهرة كسند تربوي لا بد منه...
ويوضح أن الأولياء يعتقدون أن «المدرسة الموازية» من شانها أن تؤمن مناهج تربوية قيمة تفتقدها المؤسسات التربوية. وهو اعتقاد خاطئ سببه أن الولي لا يكتفي بما تقدمه المدارس ويأمل في حشد إمكانيات للتعليم عبر حصص تدارك يخيل له أن ابنه يحقق من خلالها الإضافة. والحال أن هذه الحصص تقوم على مبدإ «بيداغوجيا الحالات» أي التكرار حتى تترسخ بعض المعارف وهو تكوين هش يخلو من الإضافة ولا يخضع لبيداغوجيا متخصصة. وهو ما يبرر رسوب بعض التلاميذ رغم أن أولياءهم أنفقوا ألاف الدنانير في الدروس الخصوصية على حد تعبير المتحدث.
من جهة أخرى يعزو الخبير بروز ظاهرة الدروس الخصوصية منذ مطلع السنة الدراسية ولجوء الاولياء لها مبكرا إلى منطق المنافسة الذي يسيطر على غالبية الأولياء اليوم. وهو ما تؤكده السيدة حياة العبيدي (أستاذة فرنسية) حيث تقر بان الأولياء سبب رئيسي في ترسيخ هذه الظاهرة التي باتت تنخر المنظومة التربوية والتي لا بد من وقفة حازمة لها. وذكرت المربية أن الأولياء يتهافتون على تسجيل أبنائهم في دروس دعم في اللغة الفرنسية رغم أنهم في غنى عنها... ويبرر الأولياء سبب ذلك إلى أن التلميذ لا بد من أن يتقن بامتياز جميع المعارف...
وللمؤسسات الجامعية نصيب...
محمد، أيمن وحسام مسجلون بالسنة الأولى من المعهد التحضيري ومع انطلاق السنة الجامعية اختاروا جميعهم أن يتلقوا دروسا خصوصية في مادتي الفيزياء والرياضيات...
ويعزو محمد سبب ذلك إلى طبيعة الدراسة في المعاهد التحضيرية التي تقتضي مجابهة نسق مرتفع، لذلك لا بد من التحصل على مجموع نقاط جيد يؤشر للتسجيل في مدارس تكوين المهندسين..
وتتلقى مروى بدورها (سنة ثانية اقتصاد وتصرف) دروس دعم في مادة الاقتصاد باعتبار أن تحصيلها العلمي في هذه المادة دون المطلوب لتتدراك بذلك ضعفها مع بداية السنة الجامعية.
من جانبه لم يخف السيد نور الدين السافي متفقد أول المدارس الإعدادية والثانوية الجانب الهستيري لاستفحال ظاهرة الدروس الخصوصية التي اجتاحت بصفة مبكرة المؤسسات الجامعية...
فهوس التبكير بالدروس الموازية في الجامعة يبرره السيد نور الدين بأن مستوى الطالب الجديد اليوم لا يؤهله لاعتلاء مدارج الجامعة حيث يبدو من خلال الواقع أن المؤسسات الجامعية تكشف المستوى الفعلي للطالب الجديد.الأمر الذي يبرر انسياقه وراء الدروس الخصوصية بصفة مبكرة حتى يتسنى له تدارك ضعفه ومواصلة مسيرته الجامعية. ولعل ضعف المستوى والرغبة في تجاوزه يساهمان بقسط كبير في تسلل حمى الدروس الخصوصية إلى المؤسسات الجامعية أيضا.
ويخلص متفقد أول المدارس الإعدادية والثانوية أن الواقع اليوم هو الذي يشجع على استفحال الظاهرة في ظل تدني مستوى الطلبة وتنصل الأولياء من مسؤولياتهم في مرافقة أبنائهم سواء أكان ذلك في دراستهم الابتدائية أو الثانوية...