السينما جبهة جديدة تفتحها تركيا في الصراع مع إسرائيل
كاتب الموضوع
رسالة
حورية الإدارة
الجنس : عدد المساهمات : 1271 نقاط : 2445 الشّكر : 17 تاريخ التسجيل : 15/10/2009 الموقع : https://7oortounes.ahlamontada.com المزاج : الحمد لله
موضوع: السينما جبهة جديدة تفتحها تركيا في الصراع مع إسرائيل الأحد 10 أكتوبر 2010 - 23:19
السينما جبهة جديدة تفتحها تركيا في الصراع مع إسرائيل
يبدو أن تركيا تعلّمت الدرس جيدا من التجارب السينمائية العالمية, الأمريكية منها بالخصوص لاسيما خلال الحرب الباردة لتصفية حساباتها مع خصومها السياسيين في العالم ومن أبرزهم دولة اسرائيل.
لم تكن السينما بالولايات المتحدة مجرد صناعة مربحة بل كانت أحد الأسلحة التي اعتمدت بقوة لفرض كلمة الولايات المتّحدة بالعالم . لقد أغرقت أمريكا السوق بأفلام تحكي في الظاهر عن صراع بين قوى الخير والشر ولكنها تروج في الباطن لمنطق يخدم البلد المنتج لهذه الأفلام. فإن كان الأشرار هم دائما من الإتحاد السوفياتي ( سابقا ) أو من الشق الشرقي عموما فإن الأبطال لا بد أن يكونوا أمريكيين. ينتهي الصراع دائما لصالح الأبطال الذين يدافعون عن قيم الشرف والشهامة والجرأة والبطولة. وعندما نتحدث عن انتصار طرف في الصراع فإنه من البديهي أن يكون هناك طرف خاسر والخاسرون في قضية الحال لا بد لهم أن يكونوا من الضفة الأخرى.
انتهت اليوم الحرب الباردة ولا بدّ للمارد الأمريكي من خصم أو عدوّ لأنه لا يتنفّس في وسط خال من الحروب. العدو اليوم دون شك ما يصطلح عليه بالإرهاب والإرهاب يتأتّى بالخصوص من المنطقة الإسلامية. ولم تتخلف السينما الأمريكية عن الركب فقد خرجت مجموعة من الأفلام الأمريكية في الأعوام الأخيرة تتحدث عن الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة وحلفائها من الغرب سواء بأفغانستان أو بالعراق دون الخروج عن منطق البطل الأمريكي الذي لا يقهر. وكي لا نجانب الصواب, نعترف أن الأفلام الأخيرة لم تكن كلها تدافع عن وجهة النظر الرسمية الأمريكية. هناك أفلام انتقدت هذه الحروب لكنها تبقى قليلة وهي نتيجة جهد المنتجين المستقلين( تيار قائم الذات رغم ضعف الإمكانيات المادية ). ولا نتوقّع من الأفلام التجارية ذات الميزانيات الضخمة تقديم أفلام تطرح موضوع الحرب بموضوعية وحياد خاصة إذا ما عرفنا أن رؤوس الأموال وكبار المنتجين تربطهم مصالح بصناع القرار دون أن ننسى الواقع الإقتصادي وقانون العرض والطلب.
تستفيد تركيا اليوم من النموذج الأمريكي وما لم تحقّقه سياسيّا على الميدان تنجزه افتراضيا من خلال الفن السابع. فقد أعلنت شركة إنتاج تركية عن شروعها مؤخرا في تصوير فيلم تدور أحداثه حول سفينة « مافي مرمرة « التي تعرض لها الجيش الإسرائيلي وتسبّب في مقتل وجرح عدد من ركابها. كانت السفينة في اتجاهها إلى قطاع غزة بفلسطين ضمن أسطول الحرية الذي حاول الوصول إلى غزة لتقديم مساعدات للسكان المحاصرين في رغبة صريحة في فك الحصار المضروب على قطاع غزة منذ أن تولّت حركة حماس السيطرة على القطاع.
كان الجيش الإسرائيلي قد واجه بشراسة وبعنف كبير السفينة التركية التي تعرض لها في عمق المياه الدولية ( خلال شهر ماي من العام الجاري ) وكان الهجوم قد أثار غضب الدولة التركية وقد شاهد العالم رئيس حكومة تركيا ووزير خارجيتها يزبدان ويزمجران ويعلنان أن الأتراك لن يصمتوا مطالبين إسرائيل بالتعويض للضحايا والإعتذار لتركيا.
لكن يبدو أن الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية الذي كان حين وقوعه حدثا هائلا ومفزعا قد بدأ يدخل طيّ النسيان. طبيعة هذا العالم الذي تكتسي فيه الأحداث طابعا متسارعا تقتضي ذلك. لكن تركيا لا تنوي أن تقبل بأن تطوى الصفحة بسرعة وتنوي تدوين الحدث من خلال فن السينما وفق الطريقة التي تلائمها.
«وادي الذئاب» الفيلم على خطى «وادي الذئاب « المسلسل
تدور أحداث الفيلم الذي يحمل عنوان « وادي الذئاب فلسطين « وفق ما أعلن على المواقع المتخصصة على الإنترنيت وفي تصريحات شركة الإنتاج إلى وكالات الأنباء العالمية حول عميل سري تركي ينتقم من الإسرائيليين مرتكبي الجريمة بالمياه الدولية.
ويقدم الفيلم صورة حول ممارسات الكيان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني والأرض الفلسطينية. ويتوقّع المهتمّون أن يثير هذا الفيلم الذّي من المنتظر أن يكون جاهزا خلال شهر جانفي القادم غضب اسرائيل ذلك أن الفيلم يغلّب كفة المخابرات التركية على حساب الموساد نظيرتها الإسرائيلية.
كان المسلسل التركي» وادي الذئاب « الذي أعلنت قناة «نسمة تي في « عن الشروع قريبا في بث الجزء الخامس منه قد أثار بدوره حنق الكيان الإسرائيلي نظرا لتقديمه أحداثا تظهر الموساد في مشاهد مزعجة ومهينة وهي التي تتبجّح بقوتها وجبروتها.
جبهة أخرى تنوي إذن تركيا فتحها في صراعها من أجل أن تكون اللاعب الأول في المنطقة خاصة بعد أن كسبت معركة الغزو الثقافي للمنطقة العربية من خلال انتشار المسلسلات التركية بشكل مهول في المنطقة وبعد موجة التعاطف مع الدولة التركية في المنطقة العربية والإسلامية بعد أن كرّر قادتها وعلى رأسهم رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان المواقف المناهضة لدولة إسرائيل.
صحيح كانت الولايات المتحدة ولازالت قوة اقتصادية وقوة ردع في العالم نظرا لترسانتها الضخمة من الأسلحة الحديثة لكنّها كانت توظف الثقافة دائما لخدمة أهدافها ومن بينها الترويج لثقافة الإستهلاك على الطريقة الأمريكية وهو ما تحاول اليوم تركيا السير على منواله في حدود مجالها الجغرافي والثقافي بطبيعة الحال .
السينما جبهة جديدة تفتحها تركيا في الصراع مع إسرائيل